مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مدينة تلا على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات مدينة تلا على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عبدالناصر خليفه | ||||
admin | ||||
saso | ||||
Mohamed Eissa | ||||
اخليفة عبدة الغرباوى | ||||
ابوالحسن سلام | ||||
محمد عمار | ||||
nasser44 | ||||
alybadr | ||||
ابراهيم المصرى |
المواضيع الأكثر شعبية
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 102 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو amirzayed فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 575 مساهمة في هذا المنتدى في 405 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 143 بتاريخ الثلاثاء أغسطس 13, 2019 10:27 am
قصة المرأة المختارة.الصديقة العذراء
صفحة 1 من اصل 1
قصة المرأة المختارة.الصديقة العذراء
قصة المرأة المُختارة ، الصدّيقة العذراء
www.tunisia-mix.com
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
<(***)> قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}}.
<(!*!)> فالسيِّدة العذراء مريم بنت عمران هي من السيدات العظيمات الكاملات..
<(**)> عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ :
(1) آسية إمرأة فرعون، (2) و مريم بنت عمران، (3) و خديجة بنت خويلد..]]. الصحيحين.
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ محمد بن اسحاق نسب السيدة [مريم] فقال:
هي بنت عمران بن باشم بن امون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايشا بن ايان بن رحبعام بن [سليمان] بن [داود] عليهما السلام.
<(!*!)> وكان ابوها [عمران] صاحب صلاة بني اسرائيل في زمانه (أي إمام بيت المقدس) ، وكانت أمها وهي "حنّة بنت فاقود بن قبيل" من العابدات ..
وكان [زكريا] نبي ذلك الزمان زوج اخت أم مريم كما ذكر ابن كثير رحمه الله عن خيثمة انه قال: كان النبي عيسى بن مريم والنبي يحيى بن زكريا عليهم السلام ، ابني خالة، وذكر بأنّ "أشياع" هي امرأة [زكريا] أم [يحيى]، وهي أخت "حنـّة" امرأة عمران أم مريم ..
<(***)> قال الله تعالى: {{ اِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ادَمَ وَنُوحاً وَالَ اِبْرَاهِيمَ وَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اِذْ قَالَتِ امْرَاَةُ عِمْرَانَ رَبِّ اِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي اِنَّكَ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَى وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَاَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }}. آل عمران: 33-37.
<(!*!)> وكانت أم مريم لا تحبل، فرأت يوماً طائراً يزقّ فرخا له، فاشتهت الولد.. فنذرت لله ان حملت لتجعلن ولدها محرّرا اي حبيسا في خدمة بيت المقدس، قالوا: وبعد فترة قصيرة من نذرها هذا حملت بمريم عليها السلام، {{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَىْْ}} اي: في خدمة بيت المقدس (أي المسجد الأقصى)، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من اولادهم.. {{وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}} فإستجيب لها في هذا كما تقبّل منها نذرها ونجت إبنتها [مريم] وحفيدها [عيسى بن مريم] من مسّ إبليس عند ولادتهما.
<(**)> فعن ابي هريرة ان النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
[[ ما من مولود إلاّ والشيطان يمسّه حين يولد ، فيستهلّ صارِخاً من مَسِّ الشيطان إياه ، إلاّ "مريم" و"إبنها" ]]. رواه مسلم وأحمد.
<(!*!)> ولقد ذكر كثير من المؤرِّخين والمفسّرين بأنّ "أُمّ مريم" حين وضعتها لفّتها في خروقها وخرجت بها إلى المسجد (الأقصى)، فسلّمتها الى العُبّاد الذين هم مقيمون به.. وكانت (مريم تلك الطفلة التي أُتيّ بها هي) إبنة إمامهم وصاحب صلاتهم (وهو عمران).. والظاهر أنّ أمّها سلّمتها إليهم بعد إرضاعها لها..
<><> ولمّا دفعتها إليهم تنازعوا في أّّيّهم يكفلها..وكان [زكريا] نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يرعاها هو لأن زوجته هي أخت امّها .. فطلبوا من [زكريا] بأن يقترع معهم.. فساعدته المقادير وخرجت قرعته غالبة لهم.. وذلك ان الخالة بمنزلة الأم.
<(**)> قال الله تعالى: {{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}}.آل عمران:37.
<(!*!)> قال المفسّرون: إتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواه، فكانت تعبد الله فيه، وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت اذا جاءت نوبتها.. وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها.. حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل.. واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة، والصفات الشريفة.
<(**)> قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}}. فالملائكة بشّرت مريم بإصطفاء الله لها من بين سائر نساء زمانها، بأن إختارها لإيجاد ولد منها من غير أب، وبشّرت بأن يكون نبياً شريفاً {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} اي: في طفولته، يدعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدلّ على أنه سيبلغ الكهولة، ويدعو الى الله فيها.. ((وللعلم فإنه عندما تمّ رفعه للسماء كان عمره 33 سنة أي كان شاباً وسيعود للأرض ويعيش 40 سنة وسيتزوج وتكون له الذرِّية ثم يموت ويُدفن بالمدينة المنورة بجوار نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهما ).
وأُمِرَت[مريم] بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة، ولتقوم بشكر هذه النعمة.. فإجتهدت في العبادة، فلم يكن في ذلك الزمان نظيرها في فنون العبادات.. وظهر عليها من الأحوال ما غبطها به [زكريا] عليه السلام..وكانت تقوم في الصلاة حتى تتفطّر قدماها، رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها.
<(*)> لما بلغت خاطبتها الملائكة بالبشارة لها بإصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مُكرمّاً ومؤيّداً بالمعجزات..
<(!!!)> فتعجّبت من وجود "ولد من غير والد"، لأنها لا زوج لها ولا هي ممّن تتزوّج (لأنها كانت منذورة من أمها لخدمة بيت الله من البداية حتى الممات) ..
فأخبرتها الملائكة بـ((أنّ الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون)).
<><> فإستكانت لذلك وأنابت وسلّمت لأمر الله.. وعلِمت ان هذا فيه مِحنة عظيمة لها، فإنّ الناس يتكلّمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون الى ظاهر الحال من غير تدبّر ولا تعقّل..
<(!!!)> وكانت تخرج من المسجد لحاجة ضرورية ممّا لا بد منها من استقاء ماء او تحصيل غذاء أو بعض ظروفها التكوينيّة الخاصة.
<(*!*)> فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها {انْتَبَذَتْ} اي: انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى، إذ بعث الله إليها "الروح الأمين جبريل" عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} ==> فلمّا رأته{قَالَتْ إِنِّي اَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ اِنْ كُنْتَ تَقِيّاً}أي ان التقي ذو نهية. ==>{قَالَ إنَّمَا اَنَا رَسُولُ رَبِّكِ}
==> فخاطبها الملك قائلاً: ((انما انا رسول ربك اي لست ببشر، ولكني ملك بعثني الله اليك {لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} اي: ولداً زكياً))..
==>{قَالَتْ اَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}؟؟؟ اي: كيف يكون لي غلام، او يوجد لي ولد {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ اَكُ بَغِيّاً} ولست ذات زوج!! وما انا ممن يفعل الفاحشة !!؟.
==>{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}
==> فأجابها الملك عن تعجّبها من وجود ولد منها والحالة هذه،
==> قائلاً: {كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ} اي: وعد انه سيخلق منك غلاماً، ولستِ بذات بعل (أي زوج)، ولا تكونين ممن تبغين،
==>{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} هذا سهل عليه (سبحانه وتعالى) ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير.
==> وقوله: {وَلِنَجْعَلَهُ ايَةً لِلنَّاسِ} أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على انواع الخلق:
<(1)> فإنّ الله تعالى خلق [ادم] "من غير ذكر ولا انثى" ،
<(2)> وخلق [حواء] "من ذكر بلا انثى" ،
<(3)> وخلق [عيسى] "من أنثى بلا ذكر" ،
<(4)> وخلق [بقية الخلق] "من ذكر وانثى" .
<(*!*)> وذكر إبن كثير بأنّ جبريل نفخ في جيب درعها، فحملت من فورها، كما تحمل المرأة من بعلها. ولهذا قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَإنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً} وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت ان كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقّها.
<(*!*)> وقال وهب بن منبه : إنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل، كان اوّل من فطن لذلك رجل من عُبّاد بني اسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجّار، وكان ابن خالها، فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لِما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ، فعرّض لها ذات يوم في الكلام..
==> فقال: (( يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. فمن خلق الزرع الأول ))؟
==> فقال: (( فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. فمن خلق الشجر الأول ))؟
==> قال: (( فهل يكون ولد من غير ذكر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. ان الله خلق آدم من غير ذكر ولا انثى ))..
==> قال لها: (( فأخبريني خبرك )؟
<=> فقالت: (( ان الله بشّرني {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ}} ))..
<><> ويروى بأنّ زكريا عليه السلام سألها أيضا عن ذلك فاجابته بمثل هذا .
<(*!*)> وقال المؤرِّخ محمد بن اسحاق: عندما شاع واشتهر في بني إسرائيل ان مريم حامل، فما دخل على اهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا..
==> قال: وإتّهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبّد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم وإعتزلتهم وإنتبذت مكاناً قصِيّاً.
<><> وقوله: {فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} اي: فالجأها واضطرّها الطلق الى جذع النخلة..{قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} فيه دليل على جواز تمنّي الموت عند الفتن.. وذلك انها علمت ان الناس يتّهمونها ولا يصدقّونها بل يكذّبونها، حين تأتيهم بغلام على يدها مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد، المنقطعات اليه، المعتكفات فيه، ومن بيت النبوّة والديانة.
<><> فحملت بسبب ذلك من الهمّ ما تمنّت ان لو كانت ماتت قبل هذا الحال، او كانت {نَسْياً مَنْسِيّاً} اي لم تخلق بالكلّية،
<><> {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} اي إبنها عيسى قائلاً لها : {اَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} اي النهر، {وَهُزِّي اِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر الطعام والشراب،،
<><> ولهذا قال: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً} وكان جذع النخلة يابساً.
<><>{فَاِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ اَحَداً فَقُولِي اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ اُكَلِّمَ الْيَوْمَ اِنْسِيّاً} اي: فان رأيتِ احداً من الناس {فَقُولِي} له اي: بلسان الحال والإشارة {اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} اي: صمتاً وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام، <><>{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً * يَا اُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ إمْرَأ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ اُمُّكِ بَغِيّاً} .
==> والمقصود انهم لمّا رأوها تحمل معها ولدها قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً.. والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة من الفعال والمقال..
<><> فلما ضاق الحال وإنحصر المجال، وإمتنع المقال.. عظم التوكل على ذي الجلال، ولم يبق إلا الإخلاص والإتكال. {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} اي: خاطبوه وكلّموه، فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه. فعندها {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} اي: كيف تحيلينا في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب؟؟ وهو مع ذلك رضيع في مهده، ولا يميز بين محض وزبده، وما هذا منك إلا على سبيل التهكّم بنا، والإستهزاء والتنقّص لنا، والإزدراء، إذ لا تردّين علينا قولاً نطقياً، بل تحيلين في الجواب على من كان في المهد صبيّا ؟
==> فعندها أجابهم الطفل عيسى بأوّل كلام تفوّه به: {قَالَ اِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً اَيْنَ مَا كُنْتُ وَاَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ اَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً} .
<><> ثم إنّ طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا: انها حملت به من الزنا .. فبرأها الله من ذلك وأخبر عنها انها صدّيقة، وإتخذ ولدها نبيّاً مرسلاً ، وهو أحد اولي العزم من الرسل الخمسة الكبار.
ثم قال: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً} {ذَلِكَ عِيسَى إبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ اَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} مريم: 34-35 .
*** عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[[من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنّة حق، والنار حق ، أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل]]. رواه البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
فالحمد لله على نعمة التوحيد .. وعلى إعتدال ديننا الحنيف الذي حثـّنا على محبّة كل أنبياء الله ورسله الكرام ، وعلى محبّة عباد الله الصالحين الموحّدين حتى ولو كانوا من الأمم التي سبقت نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولاتنسونا من صالح الدعوات
www.tunisia-mix.com
السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
<(***)> قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}}.
<(!*!)> فالسيِّدة العذراء مريم بنت عمران هي من السيدات العظيمات الكاملات..
<(**)> عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [[ كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلاّ :
(1) آسية إمرأة فرعون، (2) و مريم بنت عمران، (3) و خديجة بنت خويلد..]]. الصحيحين.
<(!*!)> وذكر المؤرِّخ محمد بن اسحاق نسب السيدة [مريم] فقال:
هي بنت عمران بن باشم بن امون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش بن احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايشا بن ايان بن رحبعام بن [سليمان] بن [داود] عليهما السلام.
<(!*!)> وكان ابوها [عمران] صاحب صلاة بني اسرائيل في زمانه (أي إمام بيت المقدس) ، وكانت أمها وهي "حنّة بنت فاقود بن قبيل" من العابدات ..
وكان [زكريا] نبي ذلك الزمان زوج اخت أم مريم كما ذكر ابن كثير رحمه الله عن خيثمة انه قال: كان النبي عيسى بن مريم والنبي يحيى بن زكريا عليهم السلام ، ابني خالة، وذكر بأنّ "أشياع" هي امرأة [زكريا] أم [يحيى]، وهي أخت "حنـّة" امرأة عمران أم مريم ..
<(***)> قال الله تعالى: {{ اِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ادَمَ وَنُوحاً وَالَ اِبْرَاهِيمَ وَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اِذْ قَالَتِ امْرَاَةُ عِمْرَانَ رَبِّ اِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي اِنَّكَ اَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَى وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَاَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }}. آل عمران: 33-37.
<(!*!)> وكانت أم مريم لا تحبل، فرأت يوماً طائراً يزقّ فرخا له، فاشتهت الولد.. فنذرت لله ان حملت لتجعلن ولدها محرّرا اي حبيسا في خدمة بيت المقدس، قالوا: وبعد فترة قصيرة من نذرها هذا حملت بمريم عليها السلام، {{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ اِنِّي وَضَعْتُهَا اُنْثَى وَاللَّهُ اَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْاُنْثَىْْ}} اي: في خدمة بيت المقدس (أي المسجد الأقصى)، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداما من اولادهم.. {{وَاِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَاِنِّي اُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}} فإستجيب لها في هذا كما تقبّل منها نذرها ونجت إبنتها [مريم] وحفيدها [عيسى بن مريم] من مسّ إبليس عند ولادتهما.
<(**)> فعن ابي هريرة ان النبي صلّى الله عليه وسلم قال:
[[ ما من مولود إلاّ والشيطان يمسّه حين يولد ، فيستهلّ صارِخاً من مَسِّ الشيطان إياه ، إلاّ "مريم" و"إبنها" ]]. رواه مسلم وأحمد.
<(!*!)> ولقد ذكر كثير من المؤرِّخين والمفسّرين بأنّ "أُمّ مريم" حين وضعتها لفّتها في خروقها وخرجت بها إلى المسجد (الأقصى)، فسلّمتها الى العُبّاد الذين هم مقيمون به.. وكانت (مريم تلك الطفلة التي أُتيّ بها هي) إبنة إمامهم وصاحب صلاتهم (وهو عمران).. والظاهر أنّ أمّها سلّمتها إليهم بعد إرضاعها لها..
<><> ولمّا دفعتها إليهم تنازعوا في أّّيّهم يكفلها..وكان [زكريا] نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يرعاها هو لأن زوجته هي أخت امّها .. فطلبوا من [زكريا] بأن يقترع معهم.. فساعدته المقادير وخرجت قرعته غالبة لهم.. وذلك ان الخالة بمنزلة الأم.
<(**)> قال الله تعالى: {{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ اَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}}.آل عمران:37.
<(!*!)> قال المفسّرون: إتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواه، فكانت تعبد الله فيه، وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت اذا جاءت نوبتها.. وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها.. حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل.. واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة، والصفات الشريفة.
<(**)> قال الله تعالى: {{ وَإذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إنَّ اللَّهَ إصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَإصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}}. فالملائكة بشّرت مريم بإصطفاء الله لها من بين سائر نساء زمانها، بأن إختارها لإيجاد ولد منها من غير أب، وبشّرت بأن يكون نبياً شريفاً {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ} اي: في طفولته، يدعوهم الى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك في حال كهولته، فدلّ على أنه سيبلغ الكهولة، ويدعو الى الله فيها.. ((وللعلم فإنه عندما تمّ رفعه للسماء كان عمره 33 سنة أي كان شاباً وسيعود للأرض ويعيش 40 سنة وسيتزوج وتكون له الذرِّية ثم يموت ويُدفن بالمدينة المنورة بجوار نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهما ).
وأُمِرَت[مريم] بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع لتكون أهلاً لهذه الكرامة، ولتقوم بشكر هذه النعمة.. فإجتهدت في العبادة، فلم يكن في ذلك الزمان نظيرها في فنون العبادات.. وظهر عليها من الأحوال ما غبطها به [زكريا] عليه السلام..وكانت تقوم في الصلاة حتى تتفطّر قدماها، رضي الله عنها ورحمها ورحم أمها وأباها.
<(*)> لما بلغت خاطبتها الملائكة بالبشارة لها بإصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً مُكرمّاً ومؤيّداً بالمعجزات..
<(!!!)> فتعجّبت من وجود "ولد من غير والد"، لأنها لا زوج لها ولا هي ممّن تتزوّج (لأنها كانت منذورة من أمها لخدمة بيت الله من البداية حتى الممات) ..
فأخبرتها الملائكة بـ((أنّ الله قادر على ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون)).
<><> فإستكانت لذلك وأنابت وسلّمت لأمر الله.. وعلِمت ان هذا فيه مِحنة عظيمة لها، فإنّ الناس يتكلّمون فيها بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر، وإنما ينظرون الى ظاهر الحال من غير تدبّر ولا تعقّل..
<(!!!)> وكانت تخرج من المسجد لحاجة ضرورية ممّا لا بد منها من استقاء ماء او تحصيل غذاء أو بعض ظروفها التكوينيّة الخاصة.
<(*!*)> فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شؤونها {انْتَبَذَتْ} اي: انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى، إذ بعث الله إليها "الروح الأمين جبريل" عليه السلام {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً} ==> فلمّا رأته{قَالَتْ إِنِّي اَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ اِنْ كُنْتَ تَقِيّاً}أي ان التقي ذو نهية. ==>{قَالَ إنَّمَا اَنَا رَسُولُ رَبِّكِ}
==> فخاطبها الملك قائلاً: ((انما انا رسول ربك اي لست ببشر، ولكني ملك بعثني الله اليك {لأهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً} اي: ولداً زكياً))..
==>{قَالَتْ اَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}؟؟؟ اي: كيف يكون لي غلام، او يوجد لي ولد {وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ اَكُ بَغِيّاً} ولست ذات زوج!! وما انا ممن يفعل الفاحشة !!؟.
==>{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}
==> فأجابها الملك عن تعجّبها من وجود ولد منها والحالة هذه،
==> قائلاً: {كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ} اي: وعد انه سيخلق منك غلاماً، ولستِ بذات بعل (أي زوج)، ولا تكونين ممن تبغين،
==>{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ} هذا سهل عليه (سبحانه وتعالى) ويسير لديه، فإنه على ما يشاء قدير.
==> وقوله: {وَلِنَجْعَلَهُ ايَةً لِلنَّاسِ} أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً على كمال قدرتنا على انواع الخلق:
<(1)> فإنّ الله تعالى خلق [ادم] "من غير ذكر ولا انثى" ،
<(2)> وخلق [حواء] "من ذكر بلا انثى" ،
<(3)> وخلق [عيسى] "من أنثى بلا ذكر" ،
<(4)> وخلق [بقية الخلق] "من ذكر وانثى" .
<(*!*)> وذكر إبن كثير بأنّ جبريل نفخ في جيب درعها، فحملت من فورها، كما تحمل المرأة من بعلها. ولهذا قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَإنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً} وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت ضاقت به ذرعاً، وعلمت ان كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقّها.
<(*!*)> وقال وهب بن منبه : إنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل، كان اوّل من فطن لذلك رجل من عُبّاد بني اسرائيل يقال له يوسف بن يعقوب النجّار، وكان ابن خالها، فجعل يتعجب من ذلك عجباً شديداً، وذلك لِما يعلم من ديانتها ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ، فعرّض لها ذات يوم في الكلام..
==> فقال: (( يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. فمن خلق الزرع الأول ))؟
==> فقال: (( فهل يكون شجر من غير ماء ولا مطر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. فمن خلق الشجر الأول ))؟
==> قال: (( فهل يكون ولد من غير ذكر ))؟
<=> قالت: (( نعم.. ان الله خلق آدم من غير ذكر ولا انثى ))..
==> قال لها: (( فأخبريني خبرك )؟
<=> فقالت: (( ان الله بشّرني {بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ}} ))..
<><> ويروى بأنّ زكريا عليه السلام سألها أيضا عن ذلك فاجابته بمثل هذا .
<(*!*)> وقال المؤرِّخ محمد بن اسحاق: عندما شاع واشتهر في بني إسرائيل ان مريم حامل، فما دخل على اهل بيت ما دخل على آل بيت زكريا..
==> قال: وإتّهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي كان يتعبّد معها في المسجد، وتوارت عنهم مريم وإعتزلتهم وإنتبذت مكاناً قصِيّاً.
<><> وقوله: {فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ} اي: فالجأها واضطرّها الطلق الى جذع النخلة..{قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} فيه دليل على جواز تمنّي الموت عند الفتن.. وذلك انها علمت ان الناس يتّهمونها ولا يصدقّونها بل يكذّبونها، حين تأتيهم بغلام على يدها مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات المجاورات في المسجد، المنقطعات اليه، المعتكفات فيه، ومن بيت النبوّة والديانة.
<><> فحملت بسبب ذلك من الهمّ ما تمنّت ان لو كانت ماتت قبل هذا الحال، او كانت {نَسْياً مَنْسِيّاً} اي لم تخلق بالكلّية،
<><> {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} اي إبنها عيسى قائلاً لها : {اَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} اي النهر، {وَهُزِّي اِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} فذكر الطعام والشراب،،
<><> ولهذا قال: {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً} وكان جذع النخلة يابساً.
<><>{فَاِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ اَحَداً فَقُولِي اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ اُكَلِّمَ الْيَوْمَ اِنْسِيّاً} اي: فان رأيتِ احداً من الناس {فَقُولِي} له اي: بلسان الحال والإشارة {اِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} اي: صمتاً وكان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام، <><>{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً * يَا اُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ إمْرَأ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ اُمُّكِ بَغِيّاً} .
==> والمقصود انهم لمّا رأوها تحمل معها ولدها قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً.. والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة من الفعال والمقال..
<><> فلما ضاق الحال وإنحصر المجال، وإمتنع المقال.. عظم التوكل على ذي الجلال، ولم يبق إلا الإخلاص والإتكال. {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} اي: خاطبوه وكلّموه، فإن جوابكم عليه وما تبغون من الكلام لديه. فعندها {قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} اي: كيف تحيلينا في الجواب على صبي صغير لا يعقل الخطاب؟؟ وهو مع ذلك رضيع في مهده، ولا يميز بين محض وزبده، وما هذا منك إلا على سبيل التهكّم بنا، والإستهزاء والتنقّص لنا، والإزدراء، إذ لا تردّين علينا قولاً نطقياً، بل تحيلين في الجواب على من كان في المهد صبيّا ؟
==> فعندها أجابهم الطفل عيسى بأوّل كلام تفوّه به: {قَالَ اِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً اَيْنَ مَا كُنْتُ وَاَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ اَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً} .
<><> ثم إنّ طائفة من اليهود في ذلك الزمان قالوا: انها حملت به من الزنا .. فبرأها الله من ذلك وأخبر عنها انها صدّيقة، وإتخذ ولدها نبيّاً مرسلاً ، وهو أحد اولي العزم من الرسل الخمسة الكبار.
ثم قال: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} {وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً} {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ اُبْعَثُ حَيّاً} {ذَلِكَ عِيسَى إبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ اَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} مريم: 34-35 .
*** عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[[من شهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنّة حق، والنار حق ، أدخله الله الجنّة على ما كان من العمل]]. رواه البخاري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
فالحمد لله على نعمة التوحيد .. وعلى إعتدال ديننا الحنيف الذي حثـّنا على محبّة كل أنبياء الله ورسله الكرام ، وعلى محبّة عباد الله الصالحين الموحّدين حتى ولو كانوا من الأمم التي سبقت نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولاتنسونا من صالح الدعوات
عبدالناصر خليفه- عدد المساهمات : 353
نقاط : 987
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 22/08/2012
العمر : 44
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يناير 19, 2015 3:36 am من طرف saso
» افتتاح احدث سوبر ماركت بتلا (سيتي ماركت )
الإثنين يناير 19, 2015 3:34 am من طرف saso
» نصائح للبنات الجامعية عند الذهاب للجامعه
السبت مارس 08, 2014 8:01 pm من طرف زائر
» تامر حسنى حبيبى يارسول الله
الأربعاء فبراير 05, 2014 8:46 pm من طرف saso
» ظهرت الان نتيجة الشهادة الابتدائية والشهادة الاعدادية بمحافظة المنوفية 2014 الترم الاول
الأربعاء فبراير 05, 2014 8:44 pm من طرف saso
» نتيجة الشهادة الابتدائية والشهادة الاعدادية بمحافظة المنوفية الترم الاول 2014
السبت فبراير 01, 2014 11:47 pm من طرف admin
» زعر في مدرسة تلا الثانوية للبنات للاشتباة بوجود قنبلة بالمدرسة
الإثنين ديسمبر 30, 2013 2:20 pm من طرف admin
» أهالي المنوفية يجبرون وزير التنمية الإدارية على تذوق الخبز المدعم ويرددون «إيه رأيك يا وزير»
الإثنين ديسمبر 23, 2013 10:52 pm من طرف admin
» أعجب حسن خاتمة مرت بي !
الأحد يونيو 09, 2013 11:21 am من طرف saso